Saturday, July 16, 2011

نغنّي

اليوم ظهرتُ نتيجة الثانوية العامّة. أختي في السنة الثالثة، وكنّا ننتظرها بقلق. ظهرت النتيجة وأختي حصلت على الدرجات التي تمنتها واشترينا الآيس كريم وشربنا شربات المانجو. كل هذا لم يمثل لي احتفالا. الاحتفال الحقيقي كان عندما غنينا. بدأتُ أنا بـ "زغروطة" طويلة، ثم غنيتُ أغنية النجاح المعتادة: "الناجح يرفع ايده". أمي وأختّي الأخرى استجابتا؛ استخدمت أمّي الدولاب كطبلة، في حين أخذ الباقي يصقف. زغردنا، وغنينا، ثم أخذتني الجلالة ورقصت. ولإننا نسكن في منطقة هادئة نوعا ما في الليل، فكنتُ أعرف أن صوتنا "مسمّع". وأعقبنا أغنية عبد الحليم بأغنيات أخرى نحبّها في البيت. ـ

كنتُ فرحانة. وكان لي زمن لم أغن مع أحد. الناس يعتبرون الفضفضة أهم، يعتبرون الخروجة خروجة عندما نتحدث كثيرا. أنا، وهذا اعتراف، أعتبر الخروجة خروجة إذا غنينا. أحب الغناء الجماعي جدّا. والرقص كذلك. وعندما أقترب من شخص جدّا أحب أن أغني معه. ـ

أغنّي مع صديقاتي، وأغني كثيرا وحدي. الغناء أحد الأشياء القليلة غير المبتذلة في الحياة؛ وأعني هنا غناءنا لأنفسنا وللذين نحبهم ومعهم. الغناء معا يشبه الصمت معا؛ من أعلى لحظات التواصل الإنساني. يضبط كلٌ ايقاعه على إيقاع الآخر، نغنّي نفس الأغنية، نستشعر اللحن والكلمات، نتبادل الكوبليهات، ونحافظ على درجة صوت متقاربة ؛ وكل هذا دون أن نتفق. هل هناك تواصل أعمق؟ إذا غنينا معا، ونجحنا في أن نغني الأغنية كاملة ثم نظر كلٌ منّا في عين الآخر بخجل فطري؛ ماذا نحتاج أن نقول أكثر من هذا؟

خلص الكلام؛ خلينا نغنّي. ـ

2 comments:

  1. روعة .. كالعادة .. لنغن إذا

    لنغن للحياة .. للحب .. للنصر .. للفرح ..

    لتعزف أحبالنا الصوتية نصيبها في تلك السمفونية

    مبروك لأختك .. ألف ميروك .. و ربنا يجعل كل أيامنا فرح

    ReplyDelete
  2. و أنا قاعدة أقرى الكلام
    أفتكرت لما غنينا سوى ف الجنينة
    يمكن ماكناش قريبين أوي ساعتها , بس الغنا معاكي كان حلو

    خلينا نغني سوى تاني
    :))

    ReplyDelete