Tuesday, May 31, 2011

المجهول

أنزع نفسي تدريجيا .. من كل الأُطر.
من كل ما يُقيم -بالمفاهيم الدارجة- للمرء صُلبه في هذه الحياة.
أتمنى بشدّة أن أستيقظ ذات يوم وأجد نفسي في الخلاء، لأبنيه حولي بطريقتي التي سأكتشفها حينها. حين أتخلص من كل يا يُشوش عليها.

غضب

كنت في قمة غضبي .. ماسكة ورق المادة وبسب للدكاترة وللحياة .. وبسب لربنا نفسه يعني
لدرجة انّي وقفت في البلكونة .. وقعدت أقوله: انت بتعمل فينا كده ليه؟ ما تقوليش الانسان اللي اختار .. انت كنت عارف انّه هيعمل كده .. اومال انت اللي خلقته ازاي؟ ليه طيب؟؟ قولّي سبب واحد بس .. سبب واحد وأنا هرتاح

كنت فعلا غضبانة .. غضبانة بشدّة
وقعدت أعيط .. أعيط كتير أوي .. بدون هدف
وبعدين الدنيا مطرت
ما أعرفشي ايه اللي حصل تحديدا .. بس حسيت انّي هديت
مافيش حاجة اتحلت .. مافيش اجابات .. بس حسيت انّي لسّه ممكن أتحمّل الحياة شويّة كمان
قمت استحميت .. وعملت شاي .. وقعدت أذاكر

فأحْرقني وغاب

لستُ متأكدّة أنّك ستفهم. لستُ متأكدّة أنني أنا نفسي أفهم. ولكن العالم أصبح ثقيلا فعلا. كل خطوة تخطوها للأمام، وان كانت تقدما، فهي تقدم في طريق يقودك لمزيد من الخوف. وكل إدراك جديد أو وعي مختلف لا يعني سوى مزيد من اليقين في اللا جدوى. الأمور تأخذ منحنى عبثي تماما، وأنا محاصرة. أنا محاصرة وخائفة، وأنت محاصر وخائف. الفرق بيننا أنّي أعرف عن حصاري وخوفي، في حين تنكره أنت وتتخفى وراء عنصريتك، أفكارك الباهتة البالية، وجهلك. لا أدعي فضلا، أنا أحسدك. ربما تبدو لي تصرفاتي مفهومة، أن أعي لم أفعل هذا هو أمر مريح بالفعل، ولكن ماذا عن ذهاب طعم التجربة؟ طعم الحياة؟ اليقين في غد أفضل؟ أظل أبحث عن المعنى.. ولا أجده. وأجد في الطريق إليه معانٍ أخرى جزئية تُزيد توقي للحقيقة المطلقة ولا توصل إليها.

أَعودُ ولا أَعودُ
وأَقول : شكراً للحياة !
ولم أكن حَيّاً ولا مَيْتاً

Monday, May 30, 2011

اعتياد/كسر الروتين

الروتين؟
الروتين هو أن تستيقظ كل يوم في السابعة صباحا قبل أن يدق منبهك لتغلقه تماما في اللحظة التي سيدق فيها. تنهض، تضع ملعقة كبيرة من البن في كنكة القهوة، ونصف ملعقة من السكر وتذيبهم. وتحاول ايقاد شعلة الموقد بالإشعال الذاتي ثلاث مرّات ثم لا تُفلح، فتتناول علبة الكبريت من فوق الثلاجة وتشعله بها. تضع القهوة على نار هادئة. تذهب إلى الحمام، وتغسل وجهك، ثم تتأمّله قليلا في المرآة، ثم ترجع إلى المطبخ لتلحق قهوتك تماما في اللحظة التي كانت ستفور فيها.
تفتح الثلاجة، تنظر إلى الطعام وتقرر أنّك لن تُفطر -تماما مثل أمس وأول أمس ومثل العام الماضي أيضا- تشرب قهوتك وأنت تقرأ الجرائد، ثم تنظر في الساعة تجدها السابعة ونصف تماما. لن يحدث أبدا أن تجد مقالا مثيرا يستدعي انتباهك لتقرأه فتنهي مهمتك في السابعة ونصف وخمس دقائق، أبدا.
تذهب إلى عملك وتكرر نفس الأفعال مع نفس الأشخاص وتعود للبيت في ذات التوقيت. تفعل أشياء ليست ذات قيمة ،وتنام وتستيقظ في صباح اليوم وتكرر السلسلة.

كسر الروتين؟
كسر الروتين هو أن تقرر أن تنام خمس دقائق أخرى عندما تستيقظ وحدك. أن تقرر أن تشرب قهوتك مع شخص ما اليوم وألا تشربها في البيت. أن تشتري مجلة لتقرأها مع الجرائد. أو أن تأخذ اليوم كلّه أجازة مثلا وتسافر إلى الإسكندرية.

أرأيت؟ الحياة فعلا مملة؛ لا فائدة.

Thursday, May 26, 2011

الاتصّال .. بصرف النظر عن الوصول

على الطريق .. هُناك أرواح تبتعد عنّي .. أرقبها بلا إنفعال واضح .. أعي أنّها تبتعد. لا أحزن، لا أفرح .. أفهم.
على الطريق.. وهُناك أرواح أخرى تقترب، أرقبها بشغف، أنفعل.. وأتعلّم

وشعار المرحلة: كتم الأنفاس انبهارًا، والتسلل إلى مناطق بالداخل، غير مأهولة إلا بالعُمق وبالإدراك.

Wednesday, May 25, 2011

لا وعيي الواعي

أستيقظ من نومي في أسوأ حالاتي النفسية والجسدية. صداع رهيب، عين مدمعة، دوار وقلّة اتزان، واضطرابات معوية. بالإضافة إلى حفنة لا بأس بها من الإضطرابات النفسية: قلّة رغبة في الحياة، حجر ثقيل على الصدر، يأس من إمكانية أن يحدث أي شئ أفضل، إحساس بعبثية كل شئ. كأنني أولد في مكان غريب فاقدة إحساسي بالزمان والمكان. أستغرق وقتا من استيقاظي حتّى أستعيد صفاء ذهني وأدرك: أنا سميّة .. أنا في بيتنا .. الساعة الآن العاشرة صباحا .. ليس لدي مواعيد اليوم .. إذن أنا لست متأخرة على شئ ما .. نمت في الثانية صباحا .. فعلت كذا بالأمس .. وسأفعل كذا الآن. هذا يستغرق منّي وقتا ومجهودا ذهنيا رهيبا. أتسائل الآن عن دقّة لفظة "أستيقظ" .. إذ يبدو وكأنني أكون واعية هناك، وليس في هنا. أكُون أكثر إدراكا وفهما في لاوعيي، أثناء نومي.

ما الذي أفعله في نفسي في أحلامي؟ ماذا أقول لي؟ وفيم أفكّر؟ السر في هذه المنطقة البرزخية، التي لا أتذكر منها شيئا إطلاقا. ماذا أخبرني عن نفسي وعن الحياة في أحلامي، حتّى يُصبح الإستيقاظ بهذه الصعوبة؟

أنا أخشى النوم، لأنني أتهيّب لحظة الإستيقاظ.

Sunday, May 15, 2011

صفر اليدين

في وسط الضحكات والحديث المرح عن الأحلام اللامعقولة لكل منهم، شردت البنت قليلا وقالت:
"عارفين بقى أنا ايه الحلم اللي بحلمه وبيتكرر من زمان أوي؟ .. أنا بحلم انّي بروح في مكان، مش ثابت بيتغير كل مرة، بس وأنا هناك بتحصل مشكلة في الجزمة، مرّة أنساها .. مرّة تتسرق .. مرّة تتقطع .. ومرّة قلت انّها مش لايقة على اللبس .. المهم انّي في كل مرّة برجع حافية من هناك .. وببقى خايفة أوي للناس تشوفني وأنا حافية .. بس دايما بصحى من النوم قبل ما أوصل" ..
بان انزعاج على وجه الأم .. نظرت لها الإبنة بتساؤل فبادرتها الأم بالسؤال: "ولسّه بتحلمي الحلم ده؟" ..
"آه .. لسّه حلمانة بيه من كام يوم .. هي حاجة وحشة؟" ..
"اتحقق مرّة .. مش قعدتي خمس سنين في كلية ورجعتي حافية ما معاكيش حاجة؟ .. مش عايزينه يتحقق تاني بقى .. "
شردت البنت بعيدا .. وقالت: "بس أنا بحلم بيه كتير أوي .." .. وتوجست من المستقبل الذي تتوقعه. ـ