Sunday, July 10, 2011

حلم بفتاة افتراضية

إمعانا في الأحلام الغريبة غير المفهومة، كان لديّ واحد ممتع الليلة السابقة. في الحلم، بنت أعرفها بالإسم فقط. لم يحدث أن تبادلت معها حوارا شفويا إلا مرّة واحدة منذ سنوات طويلة وهي غالبا لا تتذكره، وهو ليس بهذه الأهمية أصلا. أراها مرّات قليلة من بعيد في بعض الاحتفاليات. علاقتي بها تنحصر في الفضاء الافتراضي كلية، وهي حتى في هذا الفضاء علاقة عابرة تماما. أحبها، ولكنه حب لا يعني شيئا على أي حال. أتابع ما تكتبه، أتابع نشاطها على الفيس بوك، تعلّق عندي قليلا. وشكرا، لا أكثر ولا أقل من هذا.ـ
في الحلم، انتقلت أنا وهذه البنت إلى شقة مشتركة لنعيش فيها معا. كنتُ لا أعرف شيئا إطلاقا وهي علمتني كل شيء. كنتُ أنظر لها وهي تشعل سيجارتها، ثم أشعلها مثلها. أشاهد الطريقة التي تتحرك بها وأقلدها. كنت أفعل مثلما تفعل تماما، وكنت أتظاهر أنني لا أعرف  أشياء أعرفها جيدا حتّى تعلمني. كانت تكلمني عن الوحدة، تعلمنّي كيف يعيش المرء وحيدا. وكنتُ صامتة تماما، وهي تتحدث طول الوقت. غرفتي في بداية الممر على اليمين وغرفتها في نهايته في الواجهة. في غرفتها نافذة تشبه المشربية، تتسلل عبرها أشعة شمس خفيفة أرقب بانبهار انعاكسها على وجهها وهي تخبرني شيئا جديدا. علمتني أشياء كثيرة وقالت لي معلومات كثيرة يبدو أنني كنت أحتاجها بشدّة في الحلم. وكان لها طريقة في تضييق عينيها ثم النظر في وجهي قبل أن تخبرني شيئا جديدا، تبهجني. تقول جملا متقطعة وهي تنظر بجانب وجهها. أنقذتني. كنت تائهة وهي قالت لي: تعالِ نتشارك في الشقة. وقالت لي كلاما مهمّا عن العمل والناس -خصوصا الرجال- والحياة لا أتذكر منّه الكثير الآن. ـ
ثم حدثت نقلة محورية لا أعرف كيف. صرنا نتشاجر كثيرا. ليس شجارا، جدالا. نختلف على التعريفات، نتحدث كثيرا، ولا نتفق على شيء. كنت أرد عليها بحدّة أحيانا، وهي تنفعل وتخبرني أنني جاهلة وغبية ولا أعرف شيئا فأخبرها أنّها كاذبة ومفتعلة ولا تفكّر جيدّا. ولكنها كلّها شجارات وديّة. لا نتصالح في نهايتها؛ لا داعي أصلا؛ لا يوجد أي زعل من أساسه. حتّى السباب كان تقريريا، كانت تخبرني أنني جاهلة وأنا أوافقها لا اعتراض، وأنا أخبرها أنّها كاذبة، وهي توافقني كذلك ولا اعتراض. في هذه المرحلة، كنت أدخن السيجارة بطريقتي، وأفتح علبة التونة بطريقتي وأتحرك كما يحلو لي. ـ
ثم ظهر القرار بأنني لابد أن أنتقل. كان اتفاقا مشتركا، نعلم أنني يجب أن أترك الشقة. ليست مشاجرة، ليس غضبا، قرار بسيط. وقفت على باب غرفتي وقلت لها سأنتقل لشقّة أخرى، وهي هزّت رأسها بطريقة مفهومة. ثم دخلتُ الغرفة. خرجتُ وقلت لها: ممكن نعيد من الأوّل؟ ابتسمت. كانت أوّل مرّة أراها تبتسم في الحلم. ولم تقل شيئا. وأنا لم أفهم في الحلم معنى الإبتسامة، هل تعني أنّها توافق أم لا توافق. وصحوتُ من النوم، وأنا لا أعلم حتّى ماذا كنتُ أقصدُ بالبداية من جديد.ـ

2 comments:

  1. كلامك فيه حاجة حلوة جدا .. مش عارف هي ايه بس حاسسها

    شايف الأبطال .. و متخيل اللي بيحصل .. يمكن كنت عشت كده في فترة من حياتي .. علشان كده حاسس أوي بالكلام

    احنا بدأنا من جديد .. كل واحد له شخصيته المنفصلة و طريقة عيشة .. و طبعا ده وضع تحديدات كثيرة لم تكن موجودة فيما سبق

    سلمت يداكِ

    ReplyDelete
  2. أحمد
    احم احم .. شكرا جدّا جدّا
    يعني، بعيدا عن أخجلتم تواضعنا وكده .. بس كلامك بسطني والله

    البدايات الجديدة مع نفس الأشخاص ما بيبقآش معناها بداية جديدة أوي قد ما بيبقى إعادة صياغة لشكل العلاقة الموجودة فعلا .. لما بيتعمل صح، بينقذ.. لما بيتعمل غلط، بتقلب جحيم :D

    you're welcome
    وشكرا جزيلا :))

    ReplyDelete