Wednesday, September 28, 2011

غريبة الأطوار

اليوم فعلت ثلاثة أشياء. التقيتُ صديقة مقربّة. حضرت تجمّعا أدبيا. جلست عند عم صالح قليلا.

صديقتي قالت إن تصرفاتي تبدو غير مفهومة أحيانا. على هامش اللقاء الأدبي قال لي شخص إنني عدوانية وسوداء. عند صالح قال لي صديقي إنني غريبة الأطوار.وعندما سمعت اليوم قصيدة فيها حديث عن النسيان الدائم، كدت أبكي.

عندما التقيت بصديقتاي على التكعيبة مؤخرا، قال لي القهوجي: "احنا عايزين نصورك بفيديو دلوقتي .. ما انتِ بتضحكي آهه"، وقال لصديقتاي: "ما تسيبوهاش تقعد لوحدها بقى لحسن بتبقى مكشرة أوي".

 وأنا في طريق العودة، كنتُ أقاوم رغبة شديدة في التقيؤ. وتذكرت كلام الأربعة، واشتد عليّ الصداع. وكنت أقاوم رغبة أخرى في إلقاء شنطتي من النافذة، وتقطيع الكتاب الجديد الثقيل وتطيير ورقه، وقذف رأس السائق بالموبايل ليتحطم الاثنان تماما. وكنت أريد أن أخلع طرحتي، وحذائي، وأن أتعرف إلى الولد الذي يجلس في الكنبة الأمامية لأن صوته كان دافئا. وتذكرت صديقي الذي التقيته أمس وكنت أريده أن يحتضني قليلا وخجلت أن أطلب منه. وقلت سأتصل به وأخبره برغبتي.
لم أفعل شيئا، فقط قلت لأمي في التليفون أن أمامي عشر دقائق للوصول للبيت، في حين أن كان أمامي بالفعل أكثر من نصف ساعة. وانهمكت في التفكير في قصّة جديدة.

عندما عدت إلى البيت، حاولت كتابة القصّة، ولكنني وجدت أنني محاصرة بالأفكار القديمة التي لم أكتبها بعد. ثم أخذت أعيد قراءة النصوص القديمة، والنصوص غير المكتملة ولا أضيف حرفا. هذا بالإضافة لكوني أشك أن أبي صادق الرجل الذي يشاهدني وأنا أدخن سيجارتي بعد أن يناموا في البلكونة، و أشك أيضا أن أخي رآني وأنا أدخن، وبالإضافة كذلك لأن إذاعة الأغاني تُذيع أغاني سخيفة في هذا الوقت من الليل. ولأن خدمة الانترنت تنقطع أكثر مما تتصل، ولأن الدراسة ستبدأ يوم السبت في الجامعة ، وأنا حتّى الآن لم أستوعب تماما فكرة السنة الدراسية الجديدة، لأنني لن أعرف من سأكون خلالها- فالأمر مرهق فعلا وممل.

عموما، وعلى أي حال، يمكنني أن أغير لون المونيكير، وأن أصنع كوبا آخر من النسكافيه، ويمكنني أن أدخن سيجارة كذلك. وعموما أيضا، أنا اكتشفت الآن، أن تصرفاتي غير مفهومة فعلا، وأنني عدوانية وسوداء، وأنني لا أبتسم إطلاقا وأنا وحدي، وأنني بالتالي غريبة الأطوار. واكتشفت أيضا أن هذا لا يُزعجني إطلاقا.

وعلى شرف هذا الاكتشاف العظيم، سأحتفل وأشرب كوبا من عصير البرتقال مائع الطعم الموجود في الثلاجة، وأشرب سيجارتين بدلا من سيجارة واحدة، ثم أعود لأسمع شريط عمرو دياب الجديد الذي لا يعجبني.

3 comments:

  1. واكتشفت أيضا أن هذا لا يُزعجني إطلاقا

    ReplyDelete
  2. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  3. ولأن خدمة الانترنت تنقطع أكثر مما تتصل"

    آدي آخرة تي اي داتا :D

    سيبك.. أنا شاهدة إنك بتعرفي تضحكي، وضحك حلو كمان :))

    ReplyDelete