Saturday, June 11, 2011

أحلام واقعية

لم يكن للنوم سبيلٌ إليّ. الجو حارّ جدّا والرطوبة مرتفعة. الهواء ساخن سخونة الجحيم، والمروحة تُحركه فيصطدم بجسمي ويؤلمني. ولكنّي لا أستطيع ألّا أديرها؛ سأنصهر حرفيا. أدرتُها على درجة منخفضة. وحاولتُ أن أنام. محاولاتي باءت بالفشل لمدة ثلاث ساعات. قررت أن أنام وليحدث ما يحدث. جعلت المروحة على السرعة القصوى، ووضعت رأسي تحتها وأغمضت عينيّ وقلتُ سأنام. ولم أنم. وقعت في المنطقة المخيفة بين النوم وعدم النوم بين الإفاقة والاستغراق. كنتُ أعي كل شئ. تداخل الواقع في الحُلم. كنت أعرف أن هذا واقع وأن هذا حلم، ولكنّ درجة وعيي بالحُلم كانت مرتفعة لدرجة مؤلمة.وأحداث الحلم اقتربت بشدّة من الواقع، حتّى كادت أن تصيره. المروحة تهدُر فوق رأسي، والهواء الساخن يضرب جسدي والصداع أصبح غير محتمل. مغص شديد في بطني لا أدري سببه وغثيان، وفي الحلم كنت أرى أطعمة تزيد الغثيان ولا أستطيع أن أدير وجهي عنها حتّى. أرى أختي تدخل الغرفة، أريد أن أصرخ بها أن توقظني؛ لم أستطع. تمنيتُ أن تهدئ سرعة المروحة قليلا، كنتُ على حافّة الجنون؛ ولم تفعل. وخرجتْ من الغرفة وأنا أرقبها وأكاد أبكي. بكيتُ بالفعل من فرط الإحساس بالمهانة والعجز. الحرارة تجعل عينيّ تدمعان وأغرق في العرق. الغطاء خشن جدّا، يجرح جلدي، أريد أن أرفعه عنّي ولا أقدر على رفع يدي. في الحُلم كل الأشخاص الذين أكرههم يعبرون أمامي. كنتُ أشعر أنّهم يرونني في هذه الحالة ويفرحون. كنتُ أقول: حلم يا سميّة .. حلم. وكنتُ خائفة حتّى الموت، وهُيئ لي في لحظة أنني سأظل هكذا للأبد. صوت التليفزيون يأتيني من الصالة مرتفعا جدّا وأشخاص يصرخون في الحلم بكلام أشعر أنني يجب أن أسمعه ولا أستطيع أن أركز فيه من صوت التليفزيون. هناك أشخاص يصيحون في الشارع، وهناك صوت قرآن يأتي من مكان ما، وأنا محبوسة في الحلم بين السرير والدولاب وفقدت صوتي. كلمتُ المروحة، رجوتها أن تكف عن الهدير. بدا هديرها كأنّه المحرّك.. كأنّه الموسيقى التصويرية التي إذا توقفت، سيصبح كل شئ أهدأ. قلتُ: سأموت. لم أخف من الموت، لكنّي كرهتُ أن أموت بهذه الطريقة.
ثم فجأة، فتحتُ عينيّ. استيقظتُ ولا أدري لمَ. ظللت لفترة لا أستوعب ما حدث وما يحدث. حاولت أن أقوم من السرير فسقطت على الأرض من الإجهاد. وبكيتُ كثيرا جدّا. الصُداع ينزل علي عينيّ ولا أستطيع تحمّل الضوء. ودوار رهيب يمنعني من تحريك رأسي أي حركة إلا بهدوء وبتركيز. قلتُ: على الأقل لا زلتُ حيّة.. لم أمُت. وناديت على أختي لتأتيني بمسكن للصداع.

No comments:

Post a Comment