Saturday, June 4, 2011

في عرض الطريق

العالم الصاخب. كانت تسير في عرض الطريق، وسط السيارات. تغازل السيارات وتصيح على قائديها، ويردون عليها بكلاكسات مرتفعة، تفرح لها. كانت تسير ولا تخشى أن تدهسها سيارة لا تسمع صوت ضحكاتها. والسيارات أحببنها بشدّة والفتاة صدقت أنّها تحبهم.
ثم حدث أن رأت سيارة قبيحة. قبيحة للغاية. ألوانها مزعجة، تحتل الطريق كلّه ولا تترك لها المساحة الكافية، وكان سائقها لزجا مقززا. البنت خافت جدّا. جدّا. ثم سألت نفسها: هل تأخرتُ كثيرا؟ .. أخرجت دفتر مواعيدها، ربعت قدميها وجلست في منتصف الطريق. كان الشهر قد اقترب من نصفه. شطبت بقلمها الأحمر الأيام التي انقضت، ونظرت إلى الأيام القادمة المزدحمة. خافت أكثر. نظرت إلى السيارات التي كانت تعاكسها فبدا لها صوتها مزعجا. لم تُحب العالم. ارتعبت. بكت كثيرا. وقالت بصوت مرعوب: أنا خائفة.. أنا أريدُ أن أهرب.. لقد تأخرتُ.

وهكذا، نهضت. قررت أن تجري المسافة المتبقية. ولكنها لم تستطع أن تقرر في أي الاتجاهين ستسير. مع السيارات أم ضدها؟
ما زالت واقفة إلى الآن. الفتاة المسكينة، الخائفة. ـ

No comments:

Post a Comment