Saturday, March 24, 2012

التشبث بالغرائبية

لأن الأيام الغرائبية تستحق، تشبثتُ بشدّة بايقاعها عندما اكتشفته. تبّاع ميكروباص الصباح كان نجاح الموجي، وسائق العودة كان محمود حميدة في عفاريت الأسفلت. قاومتُ بشدّة أن أطلب من الأوّل أن يغنّي "سلّم لنا بقى ع التروماي"، ومن الثاني أن يقشّر برتقالة. وولكنّي لم أقاوم أن أبادلهما التحديق. على القهوة، وفيما كنتُ أدخن سيجارتي، نظرتُ للرجل الذي طلب منّي سيجارة نظرة متفحصّة طويلة ثم قلتُ ببرود شديد :"توء"، ونهرتُ بائع المناديل بعنف لأنّه ألّح، لكنّي كنتُ سعيدة وخفيفة خفّة محتملة. أنهيتُ أكثر من ثلثي الكتاب في ساعتين، ودخلتُ حالة الكتابة التي افتقدتها بشدّة. الطريق الدائريّ في النهار، مبهج للغاية، ولا يوحي بوحشته عندما يحلّ الليل. ورود ستيوارت يغنّي في أذني عن الطريقة التي تمسك بها حبيبته السكّين، فأحببتُ السكّين جدّا. ما زال العود الذي اشتراه صديق بالأمس، ولعبت به يثيرني وأفكّر فيه كثيرا. وأصبحتُ أجد آلام بطني والصداع والدوار أشياء لطيفة. فيما تتخذ نظرتي للأفكار والبشر منحًى غريبا، ثمة قرارات بشكل حياة مختلف تتشكّل بعيدا في طبقات مخي؛ بعيدا بما يكفي لأشعر بها ولا أدركها. السحاب قطع قطن كبيرة، ضغطها ضاغطٌ بلوح زجاج على خلفية ورقة زرقاء؛ متشكلّة وغير ملموسة. والغرائبية تجعلني أرى الحياة كلّها من وراء نفس اللوح على خلفية ضوء الشمس؛ مرئية وغير مُعاشة. لكنّها في كل الأحوال جميلة. الغرائبية تناسبني: لستُ واقعية بما يكفي، لستُ رومانسية بما يكفي، ولستُ جاهلة/عالمة بما يكفي. لذا، وبشكل مبدئي، سأبحث عنها دومًا. ويكفي هذا القرار الآن.

No comments:

Post a Comment