Friday, March 23, 2012

مُسكن وقتي يصلح لليلة واحدة

في قاع شنطتي تستقر الأجندة الصغيرة حيث ركزّت طوال طريق عودتي لأكتب ما يجب عليّ فعله حين أصل للبيت. بجانب السرير، تستقر الثلاث كتب التّي يملأني شغف حقيقي لقرائتها. على يمين شاشة الكمبيوتر تستقر كتب الدراسة والكثير من الأوراق المكتوبة بالإسبانية وأرغب فعلا في مذاكرتها. وعلى اليسار توجد المقالاتان التّي أتمنى ترجمتهما منذ أسبوع. في الغرفة المجاورة تجلس أمّي التّي أتمنى أن أذهب إليها وأقول كلاما لا أصدقه عن أسفي عمّا قلته ونيتّي في أن أفعل ما تريده. وفي مكان ما في وسط البلد، يوجد الولد الذي أريد مكالمته لأؤكد له افتقادي. وفي رأسي تتصارع كل أفكاري السخيفة والكئيبة عن فشلي عن انجاز شيء حقيقي وعن تيهي في الحياة بين الأفكار والتناقضات، مع سعادتي الصادقة بالولد الذي أحببته وكانت الحياة كريمة معي بما يكفي لتجعله يحبني أيضًا. 
أريد أن أفعل كل الأشياء، ولا أريد أن أفعلها. والنوم دائما أكثر اغراءً وسطوة من الرغبة في الانجاز.
وأعرف أنني رغم كل تأكيداتي وتعنيفي لنفسي بسبب التكاسل والأداء المنخفض، سأعتبر كتابتي لتدوينة جديدة بعد أقل من أسبوعين -بعيدًا عن مدى سوئهما- انجازًا في ذاته، وسأكتفي بالمكالمة ثم أنام. وأنا أعد من نفسي من جديد، أن من الغد سأصبح شخصًا آخر، أكثر قدرة على التواصل الاجتماعي، أكثر قدرة على الإنجاز، وأكثر قدرة على ترتيب أفكاره وحياته كلّها.

No comments:

Post a Comment