Sunday, June 26, 2011

التمرد على الأسطورة

راهنت نفسي الليلة. قلتُ سأنتظر حتّى تشرق الشمس ويبدأ اليوم الجديد لأعرف حقيقة ما يحدث لي. هذه قفزة على بداية الحدوتة. الحدوتة التي تقول أنني في كل ليلة وقبل شروق الشمس بقليل أبدأ طقوس التحول. أسطورة سميّة. يملأ نفسي الضيق، أشعر بعدمية الحياة، تأتيني كل الأفكار السوداوية، أفكر في أمور مثل الانتحار وغضب الله، وأمور مثل الهروب من الجحيم ووهم الجنّة، أشياء لطيفة كهذه يعني. ثم أكتب في هذه المدونة المسكينة تدوينة يظللها السواد، حاجة كده ما يعلم بيها إلا ربنا. وتستمر الحالة بنت الكلب هذه إلى أن يبدأ اليوم الجديد، وأوقن أننا أصبحنا انهارده، وأن الليلة صارت امبارح، فأهدأ. أستهدى بالله كده، أقول لنفسي: معلشي. أتلقى ردود فعل طيبة على التدوينة السوداوية فأبتهج. ثم أذهب لأنام. وأصحو مع غروب الشمس، وأكرر الأسطورة مرة أخرى. الليلة الفائتة راهنت نفسي. بدأت بحدث لطيف. ثم ذاكرتُ قليلا. وبعدها كانت لي دردشة وديّة طيبّة مع صديق. وانتهت قبل شروق الشمس. فكرتُ للحظة أن أنام. إذ أن غالبا لن يحدث شيء آخر جميل بل بالعكس ربما يُفسد القادم ما حدث بالفعل، وعصفور في الايد ولا ألف ع الشجرة. ولكنّي كإلهة متحولة بطلة أسطورة وقد الدنيا، خجلت ألا أواجه مصيري. وقلتُ لنفسي أن التحوّل وإن كان كئيبا، فهو حتميّ. وأنتِ جديرة بتحولاتك مهما كان. وذكرت نفسي في خباثة: تحول في الصحو، خير من تحول من المنام. لا داعي لتذكيرك بأحلامك التي تخشين من تسميتها كوابيس عشان ما يبقآش شكلك وحش بس، وبما أن كده كده لن يأتيك النوم بسهولة، فلا داعي لتكرار محاولة النوم عمدا، تعلمين ما تؤدي إليه. حسمتُ أمري ووقفت في البلكونة أنتظر الشروق، بقلب أسد. 
ما حدث بعدها كان الآتي:
أولا: لا أظن أنني رأيتُ شروقا بهذا الجمال منذ مدّة طويلة جدّا. حمرة السماء كانت مذهلة. النسائم رقيقة جدّا. ورأيتُ القمر ونجمتي -التي أعلم أنّها كوكب- ولم أكن قد رأيتهم معا من مدّة. أنا أحب نجمتي هذه جدّا. وأسميها اسما سريّا لا يعلمه سوانا.
ثانيا: حسمتُ قرارا بالكتاب الذي سأقرأه هذه الأيّام. أخيـــــــــــرا. بغض النظر عن أن القرار كان بإعادة قراءة رواية قرأتها من قبل مرتين، إلا أنني سعيدة على أي حال. سأتخلص من فوضى الكتب التي لا أستطيع أن أفاضل بينها. لن أشتري كتبا جديدة فالميزانية لا تسمح. ولن أغامر في كتاب جديد لا أعرف إلى أين سيأخذني. على الأقل أنا أعرف الذي ستفعله في هذه الرواية، وهو أمر جيد على كل حال.
ثالثا: حسمت قرارا آخر، بأنني لن أعتبر نفسي من مواليد برج الجدي. وهذا قرار نهائي. اممممم. أنا أحب القراءة عن الأبراج وصفاتها وكل هذا العبث الذي لا طائل منه. يساعدني على توصيف نفسي بشكل أفضل. أقرأ مثلا صفة ما في برج الجدي اللعين الذي أنتمي له، فأقول: لأ.. أنا مش "كده" .. أنا "كدهون". وبالتالي أكون وصفّت هذا ال"كدهون" الذي لم يكن موصفا من قبل. وأنا كلما قرأت في برج النيلة الجدي أجد أشياء تغيظ. يقولك: شخصيات الجدي محافظة. أنا محافظة يا حيوان؟ .. عمري في حياتي يعني. كان يشككني في نفسي. لدرجة إنّي مرات أعيد التفكير في نفسي، وأقول لنفسي: بطلّي كدب بقى، انتي محافظة بس انتي مش واخدة بالك. ثم إنني أصلا، 26/12 يعني متأخرة عن القوس بثلاث أيام فقط. في حين أنّي أبعَد عن مركز الجدي نفسه. اليوم قرأت صفات برج القوس بالصدفة، وجدته تقريبا يتحدث عنّي. كان ناقص يكتب في النهاية:"لمزيد من التفاصيل روح صاحب سميّة". حسمت أمري وتوكلت على الله. أنا برج القوس، وأعلن من الآن أنني لا أعرف الجدي ولا يعرفني، في النهاية أنا حرّة يا عم أكون زي ما أنا عايزة. قال "محافظة" قال.
رابعا: اكتشفت شيئا عن نفسي. لن أقوله ولكن يكفي الإشارة إلى أنني ربما لستُ بالسوء الذي أتخيله. وقررتُ قرارا لن أقوله أيضا ولكن الإشارة إلى أن هُناك أمل في أن أصبح أفضل.

بناء على ماتقدم وصلت لنتيجة ما مفادها أن وجود أشخاص نحبهم في الحياة يُطمئن. وانسحابهم منها يُخيف. ويحولها لمكان غير محتمل. حاجة كده زي : ـ
.I don't exist when you don't see me.

أظن أن الطمع في أشياء أخرى سيعد حماقة. المشكلة ليست في الطمع نفسه، الطمع حلو، إنما القضية قضية إنّه أنا أخذت أكثر مما ينبغي هذه الليلة. والمفروض أستغل فرصة انشغال آلهة الشر عنّي في العكننة على المساكين الذين يبدأون يومهم الآن، وأنام قبل أن يكتشفوا أن الإلهة المتمردة الصغيرة حصلت على ليلة لطيفة رغما عن أنوفهم. استنفدت فرصي في العبث مع الآلهة الشريرة. خصوصا، أنني لا أضمن نفسي. لدي موهبة التحوّل التلقائي عموما، بدون سيطرة من أي آلهة، وببساطة شديدة أستطيع أن أقلب كل شيء لضدّه، وأرى كل ما حدث بزاوية أخرى قاتمة. سأستغل المزاج الجيّد الآن لأخبر نفسي أنني أستحق ليلة هادئة فعلا، وأستحق ألا أفسدها. وكفى. 

الدروس المستفادة: نذاكر. نقرب من الناس اللي بنحبهم. ناخد قرارات حاسمة. نموّت كل الأشرار.

أحلام سعيدة يا سميّة.

3 comments:

  1. صح كده
    انا كمان قررت حاجات
    و بدأت فعلا
    يمكن انا قررت ابقى مع نسى فترة
    بس اكيد حرجع للى بحبهم قريباً
    مبسوطة اننا بناخد قرارات ف نفس التوقيت عشاننا احنا :)

    ReplyDelete
  2. اتبريتي من برج الجدي!
    طب واللي في نصه بالظبط يعملوا ايه؟.. أروح فين وآجي منييين بس.

    ما قلتلناش الرواية على فكرة.

    ثم عاجبك كدة، الآلهة الشريرة جت ناحيتي، والنبي وانتي بتهشيهم ابقي خدي بالك بترميهم فين أحسن حدفوا عليا.

    ReplyDelete
  3. مروة
    القرارات جزء لا يتجزأ من حياة البوني آدم مننا .. آه والنيعمة :D

    رنا
    :D :D
    مواليد برج الجدي حبايبي برده .. وبعدين هبقى أشقر عليكو من وقت للتاني :D
    انما أنا لقيت نفسي في برج القوس خلاص .. هي ديه الحاجة اللي كانت ضايعة مني من سنين :D
    مش هقول على فكرة :P
    وبعدين أنا ما حدفتش الآلهة الشريرة عليكي والله .. أنا استخبيت منهم بس :D :D
    امشوا يا آلهة .. سيبوا رنا في حالها يا آلهة :D

    ReplyDelete