Tuesday, August 14, 2012

إن كان لكل أزمة كلمة مفتاحية، سأختار هذه المرّة "الخذلان". وإن كان لي أن أختار شعورًا واحدًا مسيطرًا، سأختار "نغزة القلب".

Sunday, August 12, 2012

No answer

عندما استيقظتُ هذه المرّة كنتُ أعلم أنني لن أستطيع النوم مرّة أخرى. كنتُ قد حلمتُ أن في جانب السرير، الذي افترشتُه عارية، ذراعًا إن استطعتُ الوصول إليها سيطير بي السرير خارج هذا العالم. تأملتُ سقف الغرفة قليلا، لا أرى شيئا في العتمة. قمتُ. خرجتُ من غرفتي فاكتشفتُ أنني وحدي تماما في المنزل. وأنني لا أعرف -أو لا أتذكر- أين الباقون. قررتُ أن لا داعي للاكتئاب. جربتُ الاتصال به، كنتُ سأخبرهُ أنني أحبه، لم يجب على اتصالي. لففتُ الشقّة عشر مرّات، قبل أن أستوعب أنني اكتئبتُ بالفعل. لو انقطع النور الآن، لا أضمن رد فعلي. أشعلتُ سيجارة، طعمها سيء، أطفأتُها. أخرجتُ طعاما من الثلاجة، رائحته سيئة، رميتُه. دخلتُ البلكونة، أعدتُ الإتصال، no answer، خرجتْ. استحممتُ، وكان جسمي باردًا، ارتعشتُ من مواجهة الهواء. تحسستُ الحبّة التي نمت تحت عيني، تغلق عيني وتجعل نصف الصورة غائبا طول الوقت. تأكدتُ أن أحدًا لم يتصل بي. لا أحد. أشعلتُ سيجارة أخرى، وأطفأتها. أفكّر في البحث عن سكينٍ. أتجاهل الفكرة. أدخل البلكونة. أفكّر في أن أطير خارج المنزل. أتجاهل الفكرة. أتأكد من الموبايل مرّة أخرى. لا أحد. الوحدة والغربة وهذه الأحاسيس، ليست قابلة للعلاج. ستهاجمني في أي لحظة أتفرّغ فيها وحدي لمواجهة العالم. أرجيء البكاء. أرجيء البكاء. لا ليست الأصوات. لا تحدثيني الآن. يرتفع صوت ضجيجها. أبحث عن السكّين. أفكّر أن أغرسه في الحبّة تحت عيني، أقترب بشدّة من المرآة، يرن الموبايل. أمّي. تسمعني كلامًا لا أتذكرّه. تتبخّر فكرة السكّين. لا رسائل ع الفيسبوك. الأصوات. الأصوات. أدير مقطعا موسيقيا، أرفع درجة الصوت لأعلى درجة. الصداع. الحبة تحت عيني. أين ذهب السكّين؟ أريدُ سيجارة. أريد أن أتكلّم. أنا خائفة. فعلا. ولا أريد أن أبقى وحدي. لا أحب ذاتي. ولا أحب العالم حين أواجهه وحيدة. العالم قبيح. العالم موحش. العالم مزيّف. وأنا وحدي. أنا وحدي. ومهما أوهمني القلب أنّه امتلأ، سأظل وحيدة. والعالم لا يسمعني. أنا أحدّث نفسي، وأجيب. ولكنّ لا إجابة مرضية تأتيني من الخارج. ولا من الداخل. لماذا لا أنتهي؟ مرّة واحدة، وللأبد؟ سأبكي الآن.

Sunday, August 5, 2012

ما بعد النقاهة

مرّت النوبة بسلام هذه المرّة أيضا. ربما لم تمر تماما، ولكنّي أحسن كثيرا. وكعادة نهاية كل نوبة، أعترف لنفسي أنني أحسد المبالغين الدراميين على قدرتهم على الاندماج والتماهي. أحسد أصحاب القضايا على قضاياهم. أحسد هؤلاء الذين أحتقر جهلهم، لأنّهم يصدقون علمهم، وهؤلاء أصحاب الكليشيهات، لأنهم يعيشون كليشيهاتهم ولا يقيمونها. أحسد من يستطيع الإمساك بلحظة مضت، ليؤكد تفاؤله بالقادم. أكرر لنفسي، أن الوحدة ليست أن يبتعد عنّي الناس. الوحدة/الغربة أن يقترب الناس جدّا، أن أصدق أنّهم صاروا منّي، ثم أعي في يوم، أنني خدعتُ نفسي. أن مشكلتي في الإحساس واقعة.أن المشكلة ليست فيهم، بقدر ما هي في أنا ذاتي. وأن المأساة ليست في انكشاف زيفهم، بقدر عدم اهتمامي أنا بهذا الانكشاف. أن الأشخاص الذين يبتعدون، أو أبتعد أنا عنهم، لم يكونوا مؤثرين لهذه الدرجة. أعترف لنفسي أنني أملّ، أن الضجر من سماتي الأساسية، وأنني لن أمشي طريقًا لآخره لأنه سيقف لي عقبة فيها جميعا.

الاهتمام مرهونٌ بالصدق، ومضادّه الادعاء؛ وليست اللا مبالاة. اللا مبالاة لا تنتمي لهذه الاحداثيات. يمكنني أن أهتم فعلا، أو أن أدعي اهتمامي؛ لا مبالاتي هي التي ستخرجني دائما خارج هذه الدائرة، وتلقي بي في دوائر الأسئلة الوجودية وتغييرالوجوه والأنماط والأماكن، في بحث محموم عن شيء لا أعرفه سيجعلني أبالي فعلا في يوم.


أقول لنفسي أن الحب رائع. أن الغربة تزول بين ذراعيه، وأن العالم يصبح جميلا فعلا في وجوده. ولكنّي أعود فأعي حقيقة أنه ليس جميلا في الخارج. أن الحب مسكن رائع لآلام العالم القبيح الموحش الذي لا يلائمني، ولكنّه لا يستطيع أبدا مهما أوتي من قوّة أن يعالج هذا القبح، وهذه الوحشة. وأن أي علاقة مهما بلغت قوتها لن تستطيع شيئا أمام مكان وظروف لا تحتويها. أن حربي مع العالم ستستمر، لأن تصالحي مع عدم استعداده لأن يُحَب، تبدو لي فكرة مهينة، ومميتة.


لا داعي للانزعاج، أنا فعلا أحسن كثيرا. تراجعت كأي طفل يحترم نفسه عن قراري بعدم التدوين. ولا زالت لديّ القُدرة على الضحك، التقاء أناس جدد، وتحديد مواعيد مع أصدقاء قدامى. لم يخلُ قلبي من الحُب، والبهجة. وما زلتُ أحتفظ بحيوات كثيرة، أنوي أن أعيشها جميعا.